طلب مني صديقي العزيز والمتألق دائماً محمد الحاجي نصيحة بخصوص دراسة الدكتوراة، خصوصاً وانه بيبدأ هذا الترم الدراسي مرحلة جديدة في حياته الا وهي دراسة الدكتوراة. كل التوفيق له ولكل طلاب الدكتوراة المبتعثين حول العالم. واعتذار مسبق له ولاي شخص بيقرأ هذه المدونة ويشعر بكئابة وهم او اي مشاعر سلبية تخص الدراسة، لكن فعلاً لاحظت اهم النقاط اللي اتعلمتها من اول ترم تخص هذا الموضوع اللي ما تقل اهمية عن اي نصيحة اكاديمية اخرى.
.
– اذا كنت سعيد ومتحمس وبدون مشاعر سلبية في فترة ما بعد القبول الى مرور ثلاثة أشهر على الدراسة، فتجاوز المدونة كاملة، اما اذا كنت زي باقي ال٩٩٪ اقرأ الباقي وان شاءالله يفيدك.
.
– طبيعي تكون عندك مشاعر سلبية جداً جداً. من خوف لقلق لملل من الدراسة (خلاص! كم سنة لك تدرس؟) لإكتئاب خصوصاً انه رفاق الدرب اتوظفوا واستقروا وبطلوا دراسة اخيراً. اكتب في جوجل PhD depression وتعرف ايش اقصد.
.
– من اول كتاب قرأته للاستعداد للدراسة لفترة تقديم البرنامج اول اسبوع -الاورينتشين- سمعت كمية معلومات سلبية بشكل مستفز من دكاترة القسم لطلاب دكتوراة سابقين او في ثاني و ثالث سنة لهم في البرنامج.مثال على هذه المعلومات: عدد اللي ما يكملوا، عدد اللي عندهم اكتئاب، مشاكل مع المشرفين، ضغط العمل كطالب دكتوراة، … الخ.
.
– طبعاً انا بدأت تتشكل عندي كل هذه المشاعر وقتها .. في وقت واحد. وصرت اشك في قدراتي اني حتى اقرأ مقالة وحدة، كل افكاري صارت سلبية بشكل غير طبيعي. بجانب التعب بعد دراسة مجهدة للجيمات، وقبلها الماجستير .. كنت احس انه ما عندي نفس اكمل مهمة صعبة مثل الدكتوراة.
.
– فوق هذه المشاعر السلبية كلها، صعوبة الدراسة .. بكل صراحة الدراسة في الدكتوراة اصعب وبمراحل من اي مرحلة دراسية اخرى، وتوقعات الدكاترة منك كبيرة جداً. والمحتوى اللي تدرسه في تخصصك عميق جداً جداً يتطلب تحليل ووقت كبير عشان تفهم المعلومات (ساعتين الى ثلاثة لقراءة ورقة واحدة احياناً) وبعدها تحتاج تنتقد هذه الدراسات وتقدم شيء جديد خاص بك.
.
– واذا كانت الدكتوراة في امريكا، فاتوقع انك فوق هذا المجهود كله تعمل الـ dirty work الخاص بمشرفك. تصحيح اختبارات، تجهيز محاضرات والقاء محاضرات احياناً. ومن ثاني سنة ممكن تمسك مادة كاملة وتدرسها بجانب ابحاثك وكل هذه الامور الاخرى.
.
– خلاصة الكلام اللي فوق اني اقلك لو عندك قلق او خوف من فشل فهذا شيء طبيعي جداً، هدي أعصابك .. واعرف انك مو لوحدك. هذه مجموعة كتب اتمنى انها تساعدك. بعضها مهم تقرأها قبل الدراسة او في اول كم شهر .. واخرى خلال وقت دراستك.
.
.
– كتاب How to tame your PhD يقول هذا الكلام بشكل مقنع وعن الطلاب البريطانيين والأجانب كذلك. والجميل في الكتاب انه يغطي كافة حياة طالب الدكتوراة بشكل مرتب ومفيد جداً. نصائح عن الحياة الطبيعية، ونصائح عن الحياة الأكاديمية. اكثر شيء استفدت منه في الكتاب هو (تألق) الكاتبة في وصف المخاوف اللي تواجه طالب الدكتوراة، والمشاعر السلبية اللي يمر فيها. بالتالي لما تبدأ البرنامج، وتمر في هذه المشاعر .. تعرف انه الموضوع طبيعي، مو لانك اقل من انك تكمل البرنامج او رح تفشل اكيد. واهم شيء في الكتاب، انه ينصح بكتب (خرافية) ثانية. كتب مفيدة جداً وتصنيفها في امازون اكثر من جيد. امثلة على هذه الكتب:
.
.
– هذا الكتاب زي المعجم، ماهو كتاب تقرأه من البداية للنهاية وتخلص، ولكنه مرجع ترجع له كل مرة تعاني من جزئية معينة في الابحاث في اي مرحلة من مراحله. سمعته عظيمة جداً، واسلوب الكتاب بسيطة للغاية ومرتب.
.
.
– بدون مبالغة من اكثر الكتب اللي استفدت منها شخصياً وبشكل عام، ليس للدكتوراة بشكل خاص. كطالب دكتوراة بتحتاج تكتب كثير .. كثييير جداً. هذا الكتاب يعملك ليش الكتابة صعبة، وكيف تتجاوز هذه المشكلة بحلول واقعية .. وبفضل من الله نفعت معي شخصياً. انصح بهذا الكتاب وبقوة، لاي اكاديمي، وليس لطلاب الدكتوراة فقط. (هنا كتبت عن الكتاب)
.
.
هذا الكتاب ممتاز جداً لحل نفس المشكلة (الكتابة الكثيرة). بسيط ويقدم حلول عملية بعيد عن اي تنظير مبالغ فيه. (هنا كتبت عن الكتاب)
.
مجموعة نقاط اخرى:
.
– لازم تكون ايجابي. الوضع صعب ومستفز ما اختلفنا، لكن بالسلبية مستحيل تتجاوز هذه المشكلة. واخر شيء تفكر تعمله انه كل ما تواجه تحدي جديد تبدأ تقول (انا طول عمري فاشل في هذا الشيء) وحاول تتعلم انك تثق في نفسك. وتتقبل فكرة انك دائماً بتحتاج تتعلم شيء جديد، وبتقدر تتعلمه.
.
لا تهرب من المعاناة، اضحك عليها!
.
.
.
.
– وغيرها رسمات و (نكت) كثير ما يفهمها الا شخص عايش وسط المجتمع الاكاديمي. لاحظوا كوميديا الأكاديميين كيف سوداء .. دائماً المشرف يظلم الطالب ومهما قدم الطالب لن يقدم شيء ايجابي ودائماً الطالب يفشل في تقديم عمل يُشكر عليه. انا اشوف هذه الرسومات تعامل رائع مع هذه المعاناة: الضحك عليها، والتأكيد انه الوضع الطبيعي في دراسة الدكتوراة هو المعاناة. التمكن خلال هذه المرحلة الصعبة يخليك outlier بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
.
– لازم تتعلم كيف تواجه مشكلة اللانتاجية. اقرأ عنها، جرب طرق جديدة لإدارة الوقت، اسال الى ما تحلها. لأنك رح تلجأ لها بشكل طبيعي كردة فعل نفسية متوقعة لكل هذا الضغط.
.
– لازم يكون عندك روتين يومي تشتغل فيه مهما كانت ظروفك، ومهما كانت نفسيتك. ومن خلال هذا الروتين تحاول تتجاوز مشكلة التحفيز المواعيد النهائية اللي اتوعدنا عليها اغلب فترة دراستنا.
.
-لازم تتعلم كيف تواجه فكرة (ممكن طول مدة البرنامج ما تعرف انك رح تعدي وتتحرج او لا! كثير قضوا اكثر من ٦ سنوات وما قدروا يتخرجوا!). انا والله يشهد عليا ما ابالغ، الى هذه اللحظة اللي اكتب فيها المقال ما اقدر حتى أقول نسبة تخرجي من عدمها. ما اعرف اذا رح اقدر اتخرج او لا، سلمت امري لله. ونوعاً ما I made peace with it.
.
– مشرفتي الى اليوم مستحيل ترد على ايميل بدون ملاحظة عدة اخطاء والرد احياناً بأسلوب قاسي (ممكن انا جالس ابالغ) .. لكن ما ألومها لانه فعلاً شغلي من قادر يطّلع للمستوى اللي تتوقعه، ولكن كل بعد فترة احاول ارفع من مستوى عملي واقربه من اللي تتوقعه مني المشرفة وباقي الدكاترة.
.
– عليك باليوتيوب والجوجل. بالنسبة لي استخدمتهم اكثر من المصادر اللي نصحوا بيها الدكاترة. في الاحصاء مثلاً، عندك مئات المتخصصين في هذا التخصص (اللي بتحتاجه كثير في ابحاثك) يشرحوا لك بشكل رائع اي موضوع تحتاج يخصص الاحصاء او SPSS. وكذلك مواضيع الابحاث نفسها.
.
– عليك بالرياضة. مهم جداً تمارس الرياضة لانها تساعدك نفسياً قبل جسدياً. اقرأ عن الدماغ كيف يتفاعل مع اي مجهود بدني وتعرف ايش اقصد.
.
– عليك بمتنفس. لازم يكون عندك وسيلة تنفس فيها كل هذه الضغوطات. سواء مواقع تواصل اجتماعي، مدونة، دفتر خاص تكتب فيه، رياضة تعملها، تتابعها. شيء ينسيك كل هذه الضغوطات.
.
– احساس العجز والنقص في مهاراتك طبيعي. اللي عليك انك تتحدى نفسك انك تقدر تتجاوز هذه الظروف، ومتأكد بتقدر ان شاءالله.
.
– اتوكل على الله وان شاءالله كل هذا الكلام اللي قلته مبالغة، وحياتك تكون جميلة مريحة
يعطيك العافية على النصائح ، و بخصوص ان الورقة العلمية تأخذ ٢-٣ ساعات فأنا ممكن تأخذ مني بعض الأوراق العلمية اكثر من ذلك و قد تصل الى ايام لتشرب و فهم محتواها بشكل جيد.
ما نفعني بتبديد بعض المخاوف هو ان احيط نفسي بطلبة دكتوراة للحديث معهم عن تجربتهم على الأقل نلتقي مرة بالشهر ، و يفضّل ان يكونوا من نفس التخصص او تخصص قريب من تخصصك، و محاولة الاقتراب من الأصدقاء الإيجابيين .
ما اجد فيه صعوبة هو انتقاد الأوراق العلمية خاصة ان تعليمنا لم يعودنا على ذلك، و كذلك ان اجد صوتي بالكتابة.
شكرًا لك لوضع مجموعة من المراجع المفيدة سأطلع عليها آملة ان تساعدني بالكتابة.
تحياتي
استمتعت و استفدت جداً من قراءة الموضوع، رغم اني ما حسيت أبداً بمشاعر اكتئاب الحمد لله! 🙂
شكراً جزيلاً لك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميع الأمور المذكورة في المدونة هي أمور صحيحة ونحن طلاب الدراسات العليا نمر بها . ولكن انصح من يريد إكمال الدكتورة عليه أن يأخذ إستراحة بعد دراسة الماجستير وخلال هذة الفترة يحاول تقوية نقاط الضعف لديه قبل البدء في مرحلة دراسية جديدة من دون الإستعداد الجيد لها . وشكرا
شكرا على المقال الجيد
كنت أتمنى اقراء شي يعاكس العنوان كنوع من الحيله على القارء لكن لم يكن كذلك. فانت صيغت الحقيقة بكل مرارتها لتهيئ نفسيه الطلاب لهذه المرحله.
برغم ثقل الكلام على كاحل طالب مبتدئ و لكنه مفيد كتهيئه نفسيه جيده كانت ام كئيبه! شكرا لك و بالتوفيق للجميع
فعلا مرحله الكتوراه يصاحبها احباط وتشبع من الدراسه في لحظات تفكر لماذا اقدمت على هالخطوة !
يا إلهي
قلت كل شي اختي ) طالبة دكتوراة( بتمر فيه.. دحين بس فهمتها.
حتى طلبة الماستر )زي مثلا( 😩 يمروا فيها بس يمكن على خفيف شوية.
ربي يعين كل طالب علم ويجعل علمه نافع ينتفع به وصدقة جارية له.
Why did you choose a very gloomy title! :/
طريقه الدراسة النقديه جدا اعجبتني شكرا لشخصيتك النافعه لمن حولك والمليئة بالطاقة الايجابية
اى شخص محتاج الكتب دى يراسلنى ..انا عندى الكتب
eng_m_gomaa_2006@yahoo.com