أشياء شدّت إنتباهي هذا الأسبوع (١)

أشياء شدّت انتباهي هذا الأسبوع هي أفكار أعجبتني خلال الأسبوع وأعتقد انها تستحق الأرشفة في مدونتي لأعود لها لاحقاً ولأشاركها معكم قراء هذه المدونة. هذه الأفكار ممكن تكون محادثة مع شخص، ستوري في سناب شات، فيديو في يوتيوب، مقالة، جزء من كتاب أقرأه أو جزء من بحث أعمل عليه حالياً.

1. بودكاست: هذه الحلقة من بودكاست Planet Money تتحدث عن المنافسة المرعبة بين والمارات وامازون. تحدثوا عن بداية بيزوس الطموحة لمشروع أمازون. مثلاً بيزوس أختار ألا يكون اسم مشروعه له علاقة بالكتب رغم انها كانت المنتج الوحيد الذي يبيعه وقتها لعلمه انه المشروع سيتوسع ويبيع أشياء اخرى بجانب الكتب.

 

المضحك في الموضوع أن بيزوس في بداياته كان يقرأ عن والمارات بشكل مكثف وإلى وقت قريب كان يوزع على المدراء في أمازون كتب عن هذه الشركة للإستفادة من إسترتيجيتها: بيع كل شيء والتركيز على تخفيض التكلفة بكل شكل ممكن. واليوم، بيزوس يقود أكبر شركة تنافس والمارات. شراء أمازون لشركة هول فوودز (شركة أطعمة صحية) يعتبر تغيير لقواعد اللعبة game changer ورفع المنافسة لمرحلة جديدة.

ردّة فعل والمارات؟ بدأت في إختراع أطعمة جديدة كإستراتيجية تنافسية مع أمازون تسمح لها بتقديم منتجات حصرية لها مثل مخلل بطعم مشروب غازي fruit punch أو طماطم تحافظ علي جودتها مهما كانت مدة الشحن.

رابط الحلقة: https://www.npr.org/sections/money/2017/11/17/564956657/episode-806-walmarts-pickle

2. فكرة: متى آخر مرة شعرت فيها بالملل ولم تتصفح تويتر، سناب أو انستجرام مباشرةً؟ شاهدت فيديو في تيد يتكلم عن موضوع يشدني من فترة سابقة ألا وهو الملل. هذا الإحساس كان مصاحب لمبدعين ومنتجين كثير في حياتهم العملية، ويستخدموا هذه المشاعر، الملل، كحافز لهم للعمل والإنتاج والإبداع. لأن من أساسيات وأهم أهداف العقل البشري نقلك من مشاعر إيجابية لمشاعر سلبية.. التخلص من هذه المشاعر emotional distress هي أحد أهم الوسائل المستخدم من العقل لتحقيق الأهداف بكافة أنواعها. مشكلة مواقع التواصل وباقي التطبيقات انهم تساعدنا على تجاوز الملل وهذه المشاعر ولكن بشكل سلبي.. نهاية اليوم نكون قرأنا أخبار العالم كامل، وشاهدنا مجموعة مقاطع كوميدية تساوي المقاطع اللي ربما كنا نشاهدها في اسبوع قبل عشرة سنوات، ولكن لم نحصل على هدوء وتركيز في عمل شيء ذو قيمة.

يقول سيث جودين انه يجبر نفسه على الملل لسبب بسيط جداً، ليجبر عقله على تشتيت انتباهه عن الملل بشيء واحد فقط، العمل. يقول: أضع نفسي في ظروف مملة جداً لأصل إلى مرحلة الوسيلة الوحيدة للخروج منها هي العمل وإنتاج شيء مفيد.

مشكلة التطبيقات أنها تدرس عملية تركيزك بشكل كبير، وتجعل مهندسي التركيز الذين يعملوا في هذه الشركات على مساعدتهم في تصميم تطبيقات تخطف إنتباهك وتحصل عليه لأطول مدة ممكنة لتفوز في إقتصاد التركيز الجديد. في نفس الفيديو تذكر المتحدثة كلمة جميلة: إذا كنت تستخدم تطبيق بشكل مجاني فاعلم انك انت المنتج النهائي الذي تبيعه الشركة، وليس التطبيق.

فيديو تيد هنا: https://www.ted.com/talks/manoush_zomorodi_how_boredom_can_lead_to_your_most_brilliant_ideas?utm_campaign=tedspread–b&utm_medium=referral&utm_source=tedcomshare

وهنا تحدثت عنه في سناب: https://www.youtube.com/watch?v=JlsbGg4ZVhY

3. مقالة: سؤال: هل تكره أو تحب أمريكا؟ غالباً الإجابة تكون الاثنين معاً. قد نحب أمريكا بسبب جزء من ثقافاتها، جامعاتها وأفلامها. ولكن قد لا نحبها لأسباب سياسية خارجية لها علاقة بتعاملها مع بعض قضايا الشرق الأوسط. هذه الحالة في علم النفس تسمى ambivalence وهي الحالة التي تحمل فيها مشاعر متضاربة تجاه شيء واحد. تحب أطفالك، ولكن تكره الاستيقاظ في أوقات معينة من الليل لمساعدتهم على النوم مرة أخرى مثلاً.


طالب دكتوراة تسويق في ستانفورد درس هذه الحالة وتأثيرها على عملية إتخاذنا للقرارات ليرى متى المشاعر السلبية تتغلب على المشاعر الإيجابية في النهاية، والعكس كذلك. وجد أن مفهوم الإنحياز السلبي “المشاعر السلبية تؤثر بشكل أكبر في مشاعرنا وتركيزنا مقارنة بالمشاعر الإيجابية: لو حصلت على ٩ ردود إيجابية على تغريدتك وواحدة سلبية غالباً ستفكر في السلبية أكثر”، يؤثر بشكل أكبر حتى في الأمور التي نشعر بمشاعر متضاربة تجاهها. وبناءً على دراسته وجد أن تعدد الخيارات يضر تجربة العميل ويجعل المشاعر السلبية أكثر عكس ما يعتقد الأغلبية سابقاً: الخيارات المتعددة تعني حرية أكثر. لأنك كعميل ستعود المنزل بمنتجك، ومهما كانت الأفكار الإيجابية التي تحملها عن قرارك.. ستتأثر بشكل أكبر بالأفكار السلبية الخاصة بالمنتجات التي أخترت ألا تأخذها.

المقالة: https://www.gsb.stanford.edu/insights/want-feel-more-peace-about-decision-stop-dwelling-negatives?utm_source=TWITTER&utm_medium=Social&utm_campaign=Insights&Date=20171124&linkId=45087455

حديثي عنها في سناب

بودكاست لـ لبنى الخميس عن الموضوع

4. كتاب: اقرأ حالياً كتاب POSITIONING ويعتبر من الكتب الكلاسيكية في التسويق. بكل إختصار يتكلم عن أهمية التركيز على متلقي الرسالة.. اي رسالة كانت.. وليس الرسالة نفسها أو مرسلها. ومن منظور تسويقي، كيف يقوم العميل بإستقبال الرسالة هو الزهم.. وليس تصميمها أو روعة المنتج. أكثر شيء شدني في الصفحات الأولى من الكتاب هو حديث الكاتب عن غرق العميل الأمريكي عن كم هائل من المعلومات بسبب التلفاز والجرائد (تحدث عن عدد الكلمات في الجرائد والمجلات!). العجيب في الموضوع مقارنة هذه المشكلة مع الجيل الجديد وتأثير المعلومات التي نحصل عليها اليوم في تويتر وسناب؟ أول ساعة من يومك كم معلومة جديدة تمر عليك؟ كم معلومة تفكر فيها بعمق؟ وكم معلومة تمر مرور الكرام؟ العقل بطبعه يقوم بعملية تنقيح لهذه المعلومات filtering. لذلك حسب كلام الكاتب، كل ما كانت الرسالة مركزة وبأقل قدر ممكن من الكلمات، كل ما كانت مؤثرة بشكل أكبر. هذا الكلام لا ينطبق فقط على الإعلانات والمنتجات.. ولكن على كل شيء.

5. بحث علمي: جزء من رسالتي يتحدث عن طرق التركيز التي يأخذها الأشخاص في مرحلة السعي لتحقيق أهدافهم regulatory focus during goal pursuit وحسب دراسة قديمة ومستخدمة إلى اليوم ينقسم تركيز الأشخاص إلى قسمين approach وفيها يتم التركيز على محاولة الحصول على أشياء إيجابية و avodiance وفيها يتم محاولة تجنب المخاطر والأمور السلبية.

رغم أن الحالتين لها علاقة بتحقيق الأهداف، ولكني وأنا اقرأ عن الحالة الأولى تذكرت أصدقاء لديهم هذه الصفة: يبحثوا عن التحديات ويقوموا بعمل قفز حر وسطها. وأما الحالة الثانية تذكرني بالأشخاص الذين يبحثوا عن الإستقرار دائماً ويقوموا بالإستهزاء بفشل الاخرين وهم يسعوا لتحقيق أهداف وتحديات صعبة.

أطمح أن أكون من المجموعة الأولى.

6. سناب تشات: أعجبتني ستوري من مشاعل الشميمري عن بعض تجاربها وقت الدراسة وخرجت بثلاثة نقاط أتوقع ممكن تفيد طالبات وطلاب الجامعة أياً كانت تخصصاتهم:

تقول مشاعل إنها في أحد المواد جابت في أول اختبار درجة C وهي ما تعادل جيّد. ومن وقتها قررت تستغل الساعات المكتبية وتسأل الدكتور على كل نقطة ما تفهمها، والنتيجة جابت درجة التميز في النهاية. اللي شدّني أكثر شيء انه هذا مثال حقيقي (والأهم سعودي مثلنا وليس أمريكي أو شيء غريب عننا) عن كيف ممكن شخص يستسلم لأول صعوبة تواجهه ويختار الحل السهل ويصنف نفسه فاشل في مادة معينة، أو انه هذه المادة عقدة ومهما عمل بيظل فاشل فيها. أسلوب تعامل مشاعل مع هذه النقطة أعتقد انه أحد أهم أسباب تفوقها (التفكير بعقلية أنا مسؤول عن فشلي وكذلك نجاحي.. حسب المجهود اللي أبذله internal locus of control). تضيف مشاعل انها كانت تذّكر نفسها وقتها (يا أنا يا هذه المادة).

تحدثت مشاعل كذلك عن ساعات العمل لديها وكيف انها كانت تعاملها كأنها في الجيش (ما تمزح مع وقت العمل). كانت تبدأ المذاكرة من 7 صباحاً إلى 12 الظهر وبعدها راحة الغداء قبل أن تعود للعمل مرة اخرى إلى السابعة مساءً. جدول مثل هذه وإحترام له ينفي أي استغراب ممكن عن سبب تفوقها.

اخر نقطة شدتني من الستوري حديثها عن استخدامها لمفهوم معروف وقرأت عنه سابقاً بشكل كبير ألا وهو الـ REWARD SYSTEM. بكل إختصار مكافأة بسيطة وهدية تعطيها لنفسك مع كل انجاز. يقول باوميستر مثلاً ان العقل البشري يبحث عن المتع اللحظية ولذلك توجد معاناة في الجلوس والعمل على مشروع فوائده طويلة الأمد (دراسة جامعية أو مشروع تجاري أرباحه ممكن بعد سنوات). لذلك يقول باوميستر مكافئة بسيطة لنفسك مثل الخروج مع الأصدقاء فقط في حال إنهاءك لأحد المهام يعطي لك إحساس بالإنجاز ويساعدك تعمل بشكل أكبر على الأهداف طويلة الأمد. مشاعل ذكرت مثال الذهاب إلى السينما ومشاهدة فيلم متحمسة له فقط في حال رنهائها واجب دراسي أو مذاكرة فصل أو فصلين من مادة معينة.

7. يوتيوب: أستمتعت بهذا التحليل الجميل لأفكار كارل ماركس أحد أكبر المؤسسين للفكر الشيوعي. تحليل هادىء بعيد عن التسفيل المبالغ فيه أو التمجيد الكبير للشيوعية. قناة “ذا سكول اوف لايف” قدمت أفكار كارل ماركس بشكل جميل جداً وأعجبني حديثهم عن حاجة الرأسمالية لبعض التعديلات. لأني استغرب من الأشخاص اللي يستخدموا عبارات عاطفية فيها انتقاد للرأسمالية، أعتقد الموضوع معقد أكثر من اننا نصل لإستنتاجات سريعة خصوصاً انها محل جدال وما زالات لعمالقة في الاقتصاد سواء سياسيين أو أكادميين.

الفيديو

8. تويتر: إقتباس الاسبوع من مقابلة للفنان الراحل طلال مداح أيام الزمن الجميل: اللي ما يتوقع الفشل ما يوصل للنجاح.

فيديو للمقابلة

Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *